تساقط الشعر بعد الولادة

تساقط الشعر بعد الولادة

 

تساقط الشعر بعد الولادة وأهم الأسباب وطرق العلاج والوقاية

تساقط الشعر بعد الولادة من المشاكل الشائعة والمزعجة للغاية للمرأة ويُطلق عليه تساقط ما بعد الولادة، وفي حين أن الرضاعة الطبيعية تعتبر المتهم الأول في الموضوع لاستنزاف المغذيات من جسم المرأة.

 

إلا أن هناك الكثير من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى هذه الحالة من الاجهاد والاكتئاب واضطراب الهرمونات والضغط العصبي والنزيف وغيرها من أسباب.

 

وعادة ما تستمر أعراض تساقط الشعر من شهر إلى 3 أشهر من الولادة ويمكن أن تزيد أيضا عن هذا المعدل وهذا اعتمادا على دورة الشعر والطرق المستخدمة في العلاج والحالة الصحية والنفسية العامة للأم، وفي حين أن من الطبيعي أن يفقد الشخص من 50-100 شعرة يوميا.

 

فإن الأمر يختلف تماما بعد الولادة ويمكن أن يزيد التساقط إلى 300 شعرة في اليوم، ويكون الأمر ملحوظا أكثر في حالة تمتع الشعر بالحيوية اثناء الحمل، وهذا يكون نتيجة الحصول على فيتامينات الحمل، كما يقل فقدان الشعر أثناء الحمل ثم يبدأ في التساقط ليتم تعويض كل الشعر الذي لم يسقط في الحمل.

 

أسباب تساقط الشعر بعد الولادة

يمكن للمرأة أن تعاني من فقدان الشعر وتساقطه بغزارة بعد الولادة لأكثر من سبب يتمثل أهمها في:

 

1. اضطراب وتغير الهرمونات:

تتعرض الهرمونات إلى الكثير من الاضطرابات والتغيرات بين الحمل والولادة، فترتفع مستويات الأستروجين والبروجسترون بشدة في فترة الحمل، وهذا يجعل الشعر في حالة تحسن مستمر ونمو دائم، وتكون خيوطه سميكة أكثر ولمعة.

 

ثم تنخفض مستويات الهرمونات من جديد بعد الولادة وتعود إلى طبيعتها مما يجعل الشعر يستكمل دورة حياته والتي تكون توقفت أثناء الحمل على مرحلة النمو، لكن بعد الولادة يبدأ في مرحلتي التخلص والراحة والتي يمكن أن تستمر لعدة أشهر.

 

2. النزيف:

من الطبيعي أن يحدث نزيف ثقيل بعد الولادة لكي يتخلص الرحم من البطانة الزائدة وبقايا الغشاء الأمنيوسي، ولكن النزيف الثقيل لا يجب أن يستمر أكثر من أسبوع، وبعد هذا يكون نزيفا معتدلا يمكن التعويض عنه بالتغذية العادية.

 

لكن إذا استمر النزيف الثقيل لفترة أسبوعين أو أكثر فهذا يمكن أن يؤدي إلى الأنيميا أو نقص الحديد في الجسم، وبالتالي تناقص وصول الاكسجين والمغذيات إلى كل أنسجة الجسم وفروة الرأس خصوصا فيزيد فقدان الشعر وتساقطه.

 

لذا إذا لاحظت نزيفا ثقيلا للغاية لابد من استشارة الطبيب حيث سيكون هذا علامة على أحد المضاعفات بعد الولادة ولن يكون تساقط الشعر هو أخطر ما فيها.

 

3. الاكتئاب:

إن اكتئاب النفاس حالة شائعة للغاية بين النساء وتسوء فيها الحالة النفسية للمرأة كثيرا نتيجة تغير الهرمونات والمسؤولية الجديدة وغيرها من عوامل، ويعتبر الاكتئاب عموما حتى من دون ولادة هو من امراض تسبب تساقط الشعر.

 

لذا إذا زادت حدة الاكتئاب يجب استشارة الطبيب لمعرفة طرق العلاج الملائمة دون أن تؤذي الرضيع، وإذا كانت الحالة شديدة قد يُنصح وقتها بالتوقف عن الرضاعة الطبيعية.

 

4. الاجهاد الشديد:

إن الطفل حديث الولادة يحتاج إلى التغذية كل ساعتين وهذا لا يترك أي فرصة للأم الجديدة لكي ترتاح، ومع آلام ما بعد الولادة والنزيف والمسوؤلية الجديدة فإن هرمون الكورتيزول يرتفع للغاية في جسمها مما يؤدي إلى تناقص وصول التغذية إلى كل أجزاء الجسم.

 

لذا يجب على الأم الجديدة طلب المساعدة سواء من الأقارب أو من والد الطفل للعناية به في وقت من أوقات اليوم سواء ليلا أو نهارا ليترك لها فرصة للنوم قليلا.

 

5. الأمراض الجلدية:

بعد الولادة يضعف الجهاز المناعي للمرأة بشدة سواء نتيجة النزيف أو اضطراب الهرمونات أو مستويات الاجهاد، مما قد يجعلها أكثر عرضة للتعرض إلى الالتهابات والفطريات التي تصيب الجلد وفروة الرأس.

 

وهذا بالطبع يزيد من تساقط الشعر بعد الولادة، لذا على المرأة تناول المزيد من الفيتامينات والمعادن التي تزيد من المناعة والتي هي ضرورية للحفاظ على صحة الرضيع أيضا، فكلما كانت صحتها أفضل كان شعرها أفضل وتستطيع أن تحمي رضيعها أيضا.

 

هل الرضاعة الطبيعية من اسباب تساقط الشعر بعد الولادة؟

الكثيرون يتهمون الرضاعة الطبيعية بالتسبب في فقدان وزيادة سقوط الشعر بعد الولادة، ولكن لا توجد الكثير من الأدلة على هذا الادعاء، حيث أن حتى الأمهات اللاتي لا يجأن إلى الرضاعة الطبيعية يتعرضن إلى هذه الحالة والتي يكون السبب فيها تغير الهرمونات.

 

ولكن إذا كانت صحة الأم ضعيفة عموما وتقوم بالرضاعة الطبيعية فإنها يمكن أن تختبر المزيد من سقوط الشعر نتيجة انسحاب المغذيات إلى تكوين اللبن وإلى توفير الطاقة للأعضاء الرئيسية في الجسم.

 

لذا إذا اخترت الرضاعة الطبيعية فمن الأفضل الاعتماد على المغذيات الرئيسية من بروتين وكالسيوم وحديد وفيتامينات وزنك للحفاظ على صحتك وصحة شعرك وصحة الرضيع.

 

كيف يتم علاج تساقط الشعر بعد الولادة

عادة ما يعود الشعر إلى طبيعته من جديد بعد 3 أشهر من الولادة، ولكن إذا استمر التساقط الشديد بعد مرور 3 أشهر فمن المفترض أن تلجأ المرأة إلى الرعاية الطبية، وهناك طرق يمكن اتباعها من بداية الولادة للمساهمة في تقليل كمية الشعر المتساقط والحد من مدته أيضا، ومن هذه الطرق:

 

1. تطبيق الزيوت الطبيعية:

إن تدليك فروة الرأس بالزيوت الطبيعية يساعد على تقوية البصيلات من خلال تنشيط الدورة الدموية وتوفير المعادن والفيتامينات الأساسية لتقوية جذور الشعر، ومن أهم تلك الزيوت كل من زيت الجرجير وزيت جوز الهند وزيت الصبار وزيت السمسم وغيرها.

 

ويمكن خلطها جميعا في زجاجة واحدة وتدليك فروة الرأس بها مرة أو مرتين أسبوعيا، كما يمكن تطبيقها على شكل أقنعة قبل الاستحمام بساعة لكن يتم وضعها بغزارة على الشعر ولفه جيدا بمنشفة دافئة.

 

2. تجنب تصفيفات الشعر المشدودة:

لا تجد المرأة بعد الولادة عادة الوقت الكافي لتسريح شعرها مما يجعلها تشده غالبا إلى الخلف، وهذا يزيد من معدل التساقط، لذا لعلاج تساقط الشعر بعد الولادة يجب الحرص على أن يكون الشعر مفرودا قدر الإمكان وتجنب الضفائر الضيقة واتباع طرق تصفيف مريحة للشعر.

 

3. قص الأطراف:

تلجأ الكثير من الأمهات إلى قص الشعر تماما بعد الولادة، سواء لأنه ليس هناك وقت للعناية به أو لتجنب السقوط، وإذا كان الحصول على تصفيفة شعر جديدة أمر مبهج بالنسبة لك فلا تترددي فيه.

 

لكن إذا كان قص شعرك سيسبب لك الاكتئاب الشديد أو الانزعاج فيمكن الاكتفاء فقط بقص الأطراف، حيث أن هذا سيعزز من تجديد الخلايا لنفسها وتوزيع المغذيات على الشعر بشكل أفضل، لذا يمكن بعد الولادة قص 2 أو 3 سم من الطول، وتكرار الأمر كل شهرين.

 

4. الحفاظ على نظام غذائي متوازن:

من المتوقع أن تستهلك الأم بعد الولادة المزيد من الطعام لتلبية حاجة الرضيع إلى حليب الثدي، ولكن شعرها أيضا وبشرتها وفروة رأسها تحتاج أيضا إلى هذه التغذية المتوازنة.

 

فحتى إذا لجأت إلى الرضاعة الصناعية فيجب تناول الفاكهة والخضروات يوميا والتي تحتوي على مضادات الأكسدة والفلافونيد والفيتامينات مثل فيتامين ج وأ و هـ وغيرها مما يزيد من نمو وطول الشعر.

 

كما أن المعادن مثل الحديد والكالسيوم والزنك ضرورية أيضا لصحة الشعر، فلا يجب قصر الاهتمام على الكالسيوم فقط أو الحليب لتغذية الرضيع، بل أنه كلما كان الغذاء متوازن كلما جاءت الفائدة لكِ وللرضيع.

 

5. ممارسة التأمل:

وهي من الوسائل الأساسية في رحلة التغلب على الاجهاد بعد الولادة، فمع محاولة الحصول على قدر كافٍ من النوم ولو حتى لأربع ساعات متواصلة فإن ممارسة التأمل حتى أثناء تغذية الرضيع يمكن أن تساعدك كثيرا في التغلب على الاجهاد.

 

حيث يساعد التأمل على التركيز على الأشياء الجيدة في الحياة، كما أن ممارسة التنفس العميق عن طريق أخذ شهيق قوي وحبس الهواء لأربع ثوانٍ ثم الزفير ببطء مع العد حتى 4 وتكرار الأمر 10 مرات يزيد من تدفق الأكسجين إلى المخ والأنسجة ويقلل من حالة التوتر العامة، وهذا بالتالي يقلل من تساقط الشعر بعد الولادة.

 

6. تجنب استخدام مستحضرات التجميل الكيميائية:

إن المرأة بعد الولادة يمكن أن تكون شديدة القلق على جمالها خصوصا مع اكتساب وزن زائد، مما قد يجعلها تلجأ إلى المواد الكيميائية لتبدو بمظهر أفضل، ولكن هذا للأسف يزيد من المخاطر التي يتعرض لها الشعر، لذا يجب استخدام مستحضرات العناية الطبيعية قدر الإمكان والأقنعة التي تحتوي على البروتين والفيتامينات لتغذية وتقوية الشعر وفروة الرأس.

 

7. استخدام مشط ذو أسنان واسعة:

إن تمشيط الشعر يمكن أن يلعب دورا فعالا في علاج تساقط الشعر بعد الولادة، فيكفي تمشيطه مرة واحدة أو مرتين في اليوم على الأكثر، مع استخدام مشط ذو أسنان واسعة، حيث يساعد هذا على فك التشابك دون شد الشعر بشدة.

 

كما أن الفرشاة تزيد عادة من تقطيع وشد الشعر وبالتالي زيادة معدل التساقط، كما يجب تجنب تمشيط الشعر وهو مبلل للغاية حيث يكون ضعيفا للغاية، بل يمكن لفه بالمنشفة لمدة 5 دقائق حتى يتم التخلص من الماء الزائد ثم تدليكه بواحد أو أكثر من الزيوت الطبيعية ثم تمشيطه.

 

هل يمكن الوقاية من تساقط الشعر بعد الولادة؟

كما ذكرنا فإن تساقط الشعر بعد الولادة يعتبر من الاعراض العادية والشائعة بين النساء نتيجة للكثير من التغيرات، ولكن يمكن لبعض الإجراءات الوقائية أن تقلل من معدل التساقط ومن مدته، ومن طرق الوقاية من تساقط الشعر بعد الولادة:

 

1. تجنب التعرض الزائد إلى أشعة الشمس الضارة

ففي حين أن أشعة الشمس مفيدة للأم ولرضيعها لزيادة امتصاص الكالسيوم بالحصول على نسبة مهمة من فيتامين د، إلا أن هذا التعرض يجب أن يكون في ساعات الصباح المبكر حتى لا تتعرض الأم غلى الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

 

2. اختبار مستويات هرمون الغدة الدرقية:

مع اختلال الهرمونات بعد الولادة يمكن أن يحدث قصور في الغدة الدرقية والتي تؤدي إلى خلل في عملية التمثيل الغذائي سواء أثناء الحمل أو بعد الولادة، لذا إذا شعرت بتغيرات شديدة في مستوى الشهية قبل الولادة فيجب فحص الغدة الدرقية واتخاد إجراءات العلاج لوقاية الشعر والجسم من أي اضطرابات.

 

وفي النهاية فإن التعامل مع تساقط الشعر بعد الولادة يحتاج إلى عناية خاصة حتى تمر هذه الفترة الحساسة بأمان، وذلك حتى لا يؤثر ذلك سلبا في نفسية الأم وبالتالي على صحة رضيعها، وهو في العموم من الحالات الطبيعية والتي يمكن أن تستمر لعدة أشهر.

 

لكن إذا زادت عن الحد الطبيعي وكان التساقط شديدا مع أعراض سلبية أخرى بعد الولادة فلا يجب إهمال الحالة واستشارة الطبيب فورا، حيث وقتها سيكون التساقط مجرد أحد الأعراض لحالات صحية أكثر خطورة.

 

المراجع:

  1. Very Well Family: Causes of Postpartum Hair Loss and What to Do

One thought on “تساقط الشعر بعد الولادة

  1. Pingback: علاج تساقط الشعر في فترة الرضاعه بـ 7 وسائل آمنه - شَعَر.كوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تحتاج مساعدة بالشراء؟