علاج الصلع الوراثي

علاج الصلع الوراثي

علاج الصلع الوراثي وطرق الوقاية منه وتأخير حدوثه

علاج الصلع الوراثي يكون صعبا إلى حد كبير وقد ينتهي الحال باللجوء إلى زراعة الشعر أو القبول بالأمر الواقع وتقبل شكل الوجه من دون شعر، وهذا قد يكون مقبولا قليلا بالنسبة للرجال لكنه أمر قاتل بالنسبة إلى النساء.

 

فصحيح أن الصلع الوراثي أكثر شيوعا بين الرجال ولكن يمكن للمرأة أيضا أن تصاب به ويكون وقتها عبارة عن تضاؤل شديد في حجم الشعر على جانبي الرأس أو منطقة التاج، بينما الصلع في الرجال يكون في انحسار الخط الأمامي من الشعر، وتعتبر النسبة حوالي 5 إلى 3 فمن كل 5 رجال يصابون بهذه الحالة فإن 3 نساء يصبن بها أيضا.

 

وعلاج الصلع الوراثي يمكن أن يكون ناجحا قبل انحسار الشعر بالفعل، حيث يساعد في إبطاء تراجع الشعر وتقوية البصيلات، لكن في حالة الإصابة بالصلع بالفعل فإن الأمر لن يكون فعَّالا للغاية.

 

ما هو الصلع الوراثي؟

الصلع الوراثي هو حالة من تساقط الشعر المبالغ فيه الذي ينتشر في عائلة من العائلات، ويُطلق عليه أيضا اسم الصلع الاندروجيني، فيزيد خطر تعرضك إلى تساقط الشعر والصلع إذا كان لديك أقارب عانوا من تساقط الشعر في مرحلة مبكرة من العمر وهذا يؤثر على سرعة فقدانك للشعر.

 

وايضا على العمر الذي يبدأ فيه هذا الفقدان وأيضا على دورة نمو الشعرة نفسها فتصبح أقصر وتصير الشعرة نفسها أقصر وأرق ويمكن أن تكون عديمة اللون أيضا.

 

وعموما فإن 90% من شعر فروة الرأس ينمو باستمرار وهي المرحلة التي تدوم بين سنتين إلى 5 سنوات، وينمو شعر فروة الرأس بمعدل من 1-2 سم شهريا، أما الـ10% المتبقية من الشعر فتتجدد باستمرار وتمر بـ3 مراحل هي النمو والراحة والسقوط ويصل عمرها بين شهرين إلى 3 أشهر، وبعد أن تسقط الشعرة القديمة تنمو شعرة أخرى بدلا منها.

 

أدوية علاج الصلع الوراثي

يفقد الناس من 50-100 شعرة يوميا في المعدل الطبيعي، فإذا كنت تشك في تساقط شديد فيجب مراجعة الطبيب لمعرفة نوع تساقط الشعر لديك ومدى وجود احتمالية للإصابة بالصلع، وهناك أدوية يمكن اللجوء إليها لعلاج الصلع الوراثي وكلما بدأ العلاج مبكرا كلما كان ذلك أفضل.

 

مع العلم أن نتائجها لن تكون قابلة للقياس قبل مرور 12 شهرا من الاستخدام المستمر تحت إشراف الطبيب، كما يجب الانتباه إلى آثارها الجانبية أيضا واختلاف فاعليتها من شخص إلى آخر.

 

حيث يبدأ تأثيرها أولا في تقليل تساقط الشعر ثم إعادة نموه من جديد، ومن أهم الأدوية التي يمكن اللجوء إليها لمحاولة تنمية البصيلات من جديد وزيادة قوتها وعلاج الصلع الوراثي كل من:

 

1. الفيناسترايد أو البروبيكيا:

وهو من الادوية التي لا يمكن الحصول عليها إلا بوصفة طبية ومخصص فقط لعلاج الصلع الوراثي الذكوري، وطريقة عمله تتمثل في منع تحويل التستوستيرون إلى ديهدروتستوستيرون فلا تتأثر بصيلات الشعر بهذا الهرمون الذي يؤدي إلى ضعفها فتعود إلى طبيعتها وقوتها من جديد مع الاستخدام المستمر.

 

وقد نجح الفيناسترايد في إعادة نمو الشعر من جديد لدى 2 من كل 3 رجال تناولوا قرص واحد يوميا، وفي حوالي 1 من 3 رجال لم يحدث نمو للشعر ولكن توقف التساقط وخسارة المزيد من الشعر. وقد استغرق الحصول على النتائج الأولية نحو 4 أشهر، وتم النمو الكامل للشعر بعد 1-2 سنة.

 

ومن فوائد الفيناسترايد أنه لم يتم ملاحظة أي آثار جانبية لاستخدامه المتواصل فلقد صرح 2% فقط من الرجال بوجود انخفاض في الدافع الجنسي ولكن 98% لم يشعروا بأي تأثيرات غير مرغوب فيها.

 

2. المينوكسيديل (ريجين أو هيدواي):

وهو محلول موضعي يتم فركه في فروة الرأس ويتم شراؤه من الصيدلية دون وصفة طبية ويصلح للاستخدام لكل من الرجال والنساء، ويجب أن يتم تطبيقه يوميا على فروة الرأس الجافة أو دون غسل الشعر، وهو عادة يعمل بشكل أفضل لزيادة كثافة الشعر أعلى وفي ظهر فروة الرأس حيث يكون هناك شعر متبقيا، ويمكن استخدامه من الامام أيضا قبل بدء تساقط الشعر تماما.

 

ويجب الحذر من الإفراط في الجرعة الموصى بها حيث أن زيادتها لن يؤدي إلى نمو اسرع وهو يمكن أن يُبطئ الصلع الوراثي ولكن دوره في نمو الشعر من جديد محدود، ويستغرق الأمر 4 اشهر لملاحظة النتائج وسيعود الشعر إلى التساقط من جديد إذا تم وقف الاستخدام.

 

وتعتبر الآثار الجانبية الأكثر شيوعا له هو وجود حكة في فروة الرأس وهذا ربما يعتبر عرضا طبيعيا إذ أن تركيبته تعمل على تنشيط الدورة الدموية في الرأس وزيادة حرارتها لإهادة نمو لابصيلات من جديد مما قد يتسبب في الحكة، ويجب مراعاة غسل اليدين قبل وبعد التطبيق وتجنب ملامسته نهايا للعينين والانف والفم.

 

ويمكن للمينوكسيديل أن يتم تناوله على هيئة أقراص وهنا سيساعد في علاج ارتفاع ضغط الدم، ولكنه سيؤثر أيضا على وظائف القلب الطبيعية، ولا يجب للمرأة الحامل أو المرضع أن تتناول هذا الدواء.

 

3. مضادات الأندروجين لعلاج الصلع الوراثي:

الأندروجين هو عبارة عن التستوستيرون ومجموعة أخرى من الهرمونات الذكورية والتي يمكن أن تكون مسؤولة عن تسريع عملية تساقط الشعر عموما ولدى النساء خصوصا. وهذا العلاج حقق نجاحا لدى بعض النساء اللاتي لم يستجبن للمينوكسيديل، وبالتالي استفدن من إضافة أدوية مضادة للأندروجين مثل السبيرونولاكتون أو (ألداكتون) لعلاج الصلع الاندروجيني.

 

وهذا العلاج أنى بفاعلية لعلاج الصلع المتزامن أيضا مع متلازمة تكيس المبايض حيث أن هذه الحالة ترفع من مستويات الأندروجين وعادة يتم وصف السبيرونولاكتون مع حبوب منع الحمل لعلاج الصلع الوراثي للنساء.

 

ولكن يجب أن تحرص المرأة على عدم الحمل وهي تتناول هذه الأدوية إذ أنها يمكن أن تتسبب في تشوهات للجنين وخصوصا في الأعضاء التناسلية للجنين الذكر، كما يمكن أن تشمل الآثار الجانبية على زيادة الوزن وفقدان الرغبة الجنسية والاكتئاب وزيادة الشعور بالتعب.

 

والسبيرونولاكتون عموما يعتبر من مدرات البول أي أنه يزيل السوائل الزائدة من الجسم ويمنع إنتاج الاندروجين مما قد يعيد عملية نمو الشعر من جديد لدى النساء وهو محظور تماما للرجال.

 

4. المكملات الغذائية:

علاج الصلع الوراثي يجب أن يتم باتباع أكثر من خطة في الوقت نفسه، فمع تغذية فروة الرأس وتنشيط البصيلات بالأدوية المركّزة يمكن أيضا لمكملات الحديد أن تساهم في تقليل معدلات فقدان الشعر المتبقي وتساعد في تنشيط الدورة الدموية في فروة الرأس.

 

ومن أهم المكملات الغذائية التي يمكن تناولها في هذه الحالة كل من مكملات الحديد والبيوتين وحمض الفوليك وأيضا الاحماض الدهنية أوميجا 3 وأوميجا 6، لمنع تساقط الشعر وزيادة كثافته أيضا، كما توجد مكملات غذائية خاصة بالشعر تحتوي كل كبسولة منها على أهم الفيتامينات التي تعزز من قوة الشعر ويمكن أن تزيد من نتائج الأدوية في علاج الصلع وعكس تأثيره.

 

علاج الصلع الوراثي الجراحية والحديثة

وهو نوع من العلاج المعروف منذ عام 1950 ويعتبر هو الحل الدائم للصلع الوراثي، حيث يقوم الطبيب بإزالة شريط رفيع من الشعر الموجود في جزء من فروة الرأس ويزرعه في منطقة أخرى تفتقد للشعر.

 

بحيث يكون مثل الشعر الطبيعي في النمو والشكل، ولكن بالطبع يتطلب الامر المزيد من العناية بعد زرع الشعر لأنه أيضا لا يدوم طوال العمر ويمكن بإهمال الرعاية أن يتساقط سريعا.

 

وعادة يتم زرع بين 60-100 شعرة في الجلسة الواحدة وتكون ببنج موضعي لتقليل الحكة وتهدئة الالتهابات، وعادة يسقط الشعر المزروع بعد عدة أشهر ويبدأ الشعر في النمو من جديد بشكل طبيعي مع طرق عناية مكثفة ومراقبة النظام الغذائي والمكملات المختلفة وغيرها من طرق لزيادة قوة البصيلات وإنجاح عملية زرع الشعر.

 

1. علاج الصلع الوراثي بالليزر:

وهو من الطرق الحديثة إلى حد ما حيث يتم استخدام الطاقة الضوئية في الليزر لتحفيز البصيلات على النمو من جديد، وقد حققت بعض التجارب الناجحة إلا أن الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسة.

 

2. علاج الصلع الوراثي بالبلازما

وفي هذا الحل يتم سحب قدر من الدم من الشخص وإعادة تدويره ثم حقن الصفائح الدموية من جديد في فروة الرأس مما يساعد على إعادة نمو الشعر من جديد، وهي تعتبر من أحدث طرق علاج الصلع الوراثي على الإطلاق وتبشر بثورة كبيرة في هذا المجال حيث أنها عملية سريعة إلى حد كبير ودون أي آثار جانبية ولكن الأمر لا يزال يحتاج إلى المزيد من التجارب.

 

هل هناك علاج طبيعي للصلع الوراثي؟

إذا كانت الأدوية شديدة التركيز يمكن أن تستغرق عاما على الأقل حتى ضهور نتائج مرضية فإن العلاج الطبيعي يمكن أن يستغرق وقتا أطول بكثير.

 

ولقد أثبت ان علاج الصلع بالثوم له فاعلية كبيرة في هذا المجال على الأقل في منع فقدان المزيد من الشعر سواء بتدليكه نيئا في فروة الرأس أو خلطه بأحد الزيوت الأساسية وتدليك الشعر به يوميا أو بتناول مكملات الثوم، كما أن الزنجبيل أيضا أثبت فاعلية كبيرة مع خل التفاح، ولكن النتائج بطيئة للغاية وتتطلب الكثير من الصبر.

 

هل يمكن الوقاية من الصلع الوراثي؟

بالطبع يمكن الوقاية من الصلع الوراثي إذا بدأ العلاج مبكرا للغاية وفي فترة الشباب وقبل الوصول إلى مرحلة الصلع نفسها، ومن أهم طرق الوقاية من الصلع الوراثي:

 

1. تناول البروتين يوميا:

الصلع يمكن اكتشاف التعرض له من مرحلة الطفولة والمراهقة أيضا سواء بكون الشعر سيكون خفيفا عن المعتاد أو بمراقبة أفراد العائلة الىخرين.

 

لزيادة جرعة البروتين في النظام الغذائي اليومي أن يشكل وقاية كبيرة من الصلع الوراثي بحيث على الأقل لا يحدث تراجع الشعر في مرحلة الشباب بل يكون طبيعيا في الشيخوخة، كما يمكن تناول مكملات البروتين ايضا لزيادة قوة الجسم وبصيلات الشعر.

 

2. العناية بالشعر:

تجنب شد الشعر خصوصا للنساء وحتى الرجال وتجنب تطويله بشدة أيضا مع قصه باستمرار، وبالنسبة للذكور فيمكن لحلق الشعر تماما مرة كل شهرين أو ثلاثة أن يزيد من نشاط البصيلات، ونفس الأمر بالنسبة إلى الفتيات يمكن لتقليم الشعر باستمرار أن يقلل من التعرض إلى الصلع الوراثي مبكرا.

 

وعلاج الصلع الوراثي يتطلب معرفة التاريخ العائلي ومحاولة الوقاية من نفس الحالة سواء لتجنبها أو التقليل من تأثيراتها وأيضا وقاية الأجيال الجديدة منها، ويمكن بدء علاج الصلع الوراثي من الميلاد.

 

فإذا كنت تعتقد أن العائلة ينتشر فيها تساقط الشعر بصورة شديدة فيمكن بدء العناية بالمولود الجديد أن يقلل كثيرا من تعرضه إلى الصلع، مع العلم أنه لن يكون في الإمكان منع الأمر تماما ولكن يمكن النجاح في تأجيله لسنوات أكثر.

 

المراجع:

  1. Health Navigator: Hereditary hair loss
  2. Harvard Health: Treating female pattern hair loss
  3. Health Line: Female Pattern Baldness (Androgenic Alopecia): What You Should Know

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تحتاج مساعدة بالشراء؟